
وسام الناصري ، اللجنة الإعلامية
اختتمت أمس الأثنين فعاليات "مبادرة بستان قصر تاروت" التي نظمتها جمعية تاروت الخيرية على مدى ستة أيام بدءًا من 12 حتى 18 من شهر رمضان المبارك، وذلك بالشراكة الاستراتيجية مع بلدية محافظة القطيف وبرعاية سعادة محافظ القطيف، بنجاح مميز في أجواء رمضانية غامرة بالسعادة والروحانية.
وحضر فعاليات المبادرة التي تكفل بدعهما رجل والأعمال الوجيه الأستاذ عبد الله آل نوح عدة وفود من الباحثين والمهتمين بالآثار بينهم باحثين من دولة الكويت الشقيقة؛ حيث عبّروا جميعاً عن إعجابهم بهذه الفعاليات التي تليق بتاريخ جزيرة تاروت العريق وأبدوا سعادتهم بوجود هذه الوجهة التاريخية والثقافية.
كما استقطبت المبادرة جماهير غفيرة من الزوار والأهالي قدر عددها ب 60 ألف زائر إلى جانب النخب المثقفة الذين توافدوا للاستمتاع بالفعاليات المختلفة والبرامج الحافلة التي أبرزت الهوية التراثية والتاريخية للمنطقة حيث سادت أجواء من البهجة والحماس عاشها ضيوف «بستان قصر تاروت» مع “المسحر” الذي أحيا معهم هذه العادة الرمضانية المتوارثة وجال بهم ساحة قصر تاروت وأزقة حي الديرة الموغل في القدم.
وأعادت المبادرة الصورة الجميلة لبهجتها لدى الناس من خلال الفعاليات الشعبية المميزة التي أعادتهم للماضي وعرفتهم بالموروث الشعبي الموغل في القدم ، بمشاركة 20 ركناً متنوعاً للحرفيين والحرفيات و 14 أسرة منتجة مختصة في بيع المأكولات الشعبية وغيرها من الصناعات اليدوية التراثية، بالإضافة لمشاركة 3 مقاهي شعبية و 3 متاحف، كما تمّ تفعيل المسار السياحي الذي استقطب أكثر من 2000 زائر وسائح من مختلف مناطق المملكة والعديد من الدول الأجنبية.
وشهدت بعض الأركان توافد مكثف من قِبل الزائرين بما تضمنته من أنشطة تراثية وتثقيفية واستعراضاً حياً لأعمال الحرفيين والأشغال اليدوية، وكان ركني الرسم والضيافة من أكثر الأركان جذباً للزوار والسواح والأطفال ؛ حيث شاركوا جميعاً الفنانين التشكيلين الذين قدّموا لوحات فنية مبهرة في ظل أجواء من التسلية والمتعة، كما حظي ركن الضيافة بما يقدمه من مشروبات مجانية استحسان الزوار لما يتضمنه من التعريف بعادات وتقاليد المنطقة في كرم الضيافة ورسوخ عادات الأجداد لدى الأبناء، ونقلها للأجيال.
وحققت فعاليات المبادرة بتضافر الجهود الرسمية والشعبية جميع أهدافها، كما ونجحت باستقطاب العديد من الأهالي والزوار والسياح من وفود أجنبية ومدرسية وجامعية ومواطنين ومقيمين جاؤوا للإطلاع والاستمتاع بالفعاليات التي عمّت بستان قصر تاروت.
كما وشكلت مبادرة بستان قصر تاروت فرصة ثمنية ليتغنى فيها الشعراء و الأدباء بجمال جزيرة تاروت وتراثها العريق الذي يعود تاريخها لآلاف السنين من الزمان، حيث أصبحت ملتقى اجتماعي وسياحي للأهالي والزوار والسواح ذات الجنسيات المختلفة ومن مختلف المناطق والعديد من البلدان خصوصاً من دول الخليج المجاورة كالبحرين والكويت.
وتمثلت أهداف المبادرة في التعريف بخدمات الجمعية بواسطة الأركان المختلفة وإحياء تراث جزيرة تاروت وحضارتها من خلال الجولات السياحية والأركان والمسرح والحكواتي والأهازيج الشعبية، وتعزيز الشراكة المجتمعية بين الجمعية والمجتمع بكافة أطيافه، وإبراز الهوية الرمضانية وتراث المنطقة وخصوصاً الحرف اليدوية لترسيخها في نفوس الأجيال وكذلك اطلاعهم على المباني التاريخية في جزيرة تاروت .
وجال رئيس بلدية محافظة القطيف المهندس صالح محمد القرني بمعية رئيس جمعية تاروت الخيرية الأستاذ محمد الصغير على المسار السياحي وأركان المشاركين في فعالية مبادرة بستان قصر تاروت، مبدياً إعجابه واهتمامه، كما شارك في الفعاليات كلٌّ من مدير مركز التنمية الاجتماعية بالقطيف الأستاذ أحمد بن صالح القباع، مساعد مدير فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية الأستاذة ابتسام الحميزي.
إلى جانب ذلك فعّل منتدى الثلاثاء الثقافي، الجانب الثقافي في مبادرة بستان قصر تاروت، التي تضمنت فعاليات تراثية وحرف شعبية وبراج ترفيهية وفنية، من خلال عرض إصداراته الثقافية، وتوقيع عدد من الكتب المتخصصة في التراث وتاريخ المنطقة وتكريم بعض الكتاب والباحثين المعروفين.
وفي هذا الإطار قدمت مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية عبر مجموعة من المختصين والمختصات؛ استشارات نفسية وأسرية واجتماعية للزوار ، من خلال أحد الأركان التي خصصته خيرية تاروت لهذا الغرض، بغية توفير الدعم النفسي والاجتماعي وتعزيزاً للصحة النفسية لأبناء المجتمع، إلى جانب اللجنة الصحية التابعتين لخيرية تاروت.
و أثبتت جهود المتطوعين والمتطوعات، التي انتظمت طيلة أيام المبادرة وما قبلها في الورش المصاحبة، على شكل فرق تطوعية تحت قيادة خيرية تاروت وبلدية محافظة القطيف، ويقدر عددها بنحو 250 متطوعاً ومتطوعة، بأنها قادرة على تحقيق نجاحات متقدمة على صعيد إقامة الفعاليات الكبيرة والدعم والتنسيق والعمل الإعلامي الذي استطاع عبر كوادره الإعلامية من الجنسين أن يصل صوت فعاليات هذه المبادرة إلى خارج المملكة من خلال كافة الوسائل الإعلامية المتاحة لتحقق بدورها تفاعلاً واسعا يتجاوز الحدود ليصل للدول المجاورة.
ووصف مشرف اللجنة الإعلامية الأستاذ محمد الشيوخ مبادرة بستان قصر تاروت بالمحطة الهامة في تاريخ جزيرة تاروت ومحافظة القطيف بما تحمله من دلالات وبالخطوة الرائدة التي من شأنها تفعيل السياحة الداخلية وتحويل الجزيرة بمعالمها الأثرية والتاريخية لمنطقة جذب سياحي محلياً واقليمياً ودولياً.
واعتبر رئيس جمعية تاروت الخيرية الأستاذ محمد الصغير أن رؤية المملكة 2030 هي البوصلة التي تحدد مسار عملنا في تفعيل السياحة والعين التي ننظر بها في كل مشاريعنا ومبادراتنا الوطنية، مثنياً على جهد سعادة محافظ ورئيس بلدية القطيف في إنجاح هذه المبادرة وتشجع السياحة الداخلية.
وأضاف أن الرؤية التي يقودها ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه كانت الحافز الأساس للعمل على هذه البرامج والفعاليات المرتبطة بمبادرة بستان جزيرة تاروت التي لاقت استحسان الأهالي والزوار والسواح على حد سواء.
ومن جانبه أكد رئيس بلدية محافظة القطيف المهندس صالح بن محمد القرني أن جهود الشركاء في الجهات الحكومية والقطاع الخاص، ووفقاً للشراكة في التنمية السياحية جاءت مشاركاتنا المتتالية في تنظيم ودعم المبادرات والملتقيات والمهرجانات المختلفة في المحافظة بهدف تعزيز السياحة الداخلية وزيادة الإقبال على السياحة من السكان والسياح.
مؤكداً على تعزيز الحضور السياحي وتوفير الخدمات، وإحداث تغييرات إيجابية يلمسها كل من يزور المحافظة، مثمناً دور الشركاء الاستراتيجيين والمجتمع المحلّي الذين تكاتفوا لتكون القطيف وجهة سياحية جاذبة من خلال تعزيز المعرفة عبر مجموعة واسعة من المبادرات.
وقدم الأستاذ الصغير؛ نيابة عن مجلس إدارة خيرية تاروت جزيل الشكر الخالص لجميع ممثلي الجهات الرسمية الذين شاركوا في المبادرة إلى جانب الزوار والسواح والأهالي والداعمين والمشاركين والمتطوعين ومنسوبي ومنسوبات الجمعية الذين ساهموا بجد في إنجاح هذه المبادرة ، متمنياً أن تتكرر كل عام في أبهى صورة.